سر العيون مراقب عام
عدد الرسائل : 5 العمر : 31 العمل/الترفيه : السفر الدولة : : تاريخ التسجيل : 29/08/2008
| موضوع: >>روحانيه رمضان<< السبت أغسطس 30, 2008 5:13 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين , و الصلاة والسلام على افضل المرسلين , سيدنا محمد و على آله و أصحابه وسلم ..
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بعد ايامٍ نستقبل شهر عظيم ..... شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ........ شهر الصيام الذكر .... شهر التوبة و الغفران ... شهر العزّة و الكرامة ...... اللهم بلغنا رمضان ..... فكم ممن أمّل أن يصوم هذا الشهر فخانه املُه , فصار قبلـَه إلى ظلمة القبر , كم من مستقبل يوما لا يستقبله ........ و مؤمّل غدا لا يدركُه , كم كنت تعرف ممّن صام في سلفٍ ,,, من بين أهل و جيرانٍ و إخوانِ أفناهمُ الموت و استبقاكـَ بعدهمُ حـــ ,,, ـيــّا فما أقرب القاصي من الداني أيها الإخوة و الاخوات : أحد عشرَ شهراً ظلــّت تجري بسرعةٍ عجيبـه في دهشةٍ و ذهولٍ من العاقلين , و غفلةٍ ووجولٍ من اللاهين ..!! (( قال كم لبثتم في الأرضِ عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يومٍ فاسئلِ العادّين))
هكذا تـُطوى الليالي و الأيام , و تنقضي الشهور و الأعوام , و العاقل اللبيب من يفكر و يعتبر بتلك الأيام التي عاشها و الليالي التي قضاها , نعم هي ماضٍ تركهُ خلـــفــَه لن يعود له مرةً أخرى , لكنّها تــُسجـّل عليه فالله جل و علا يقول : (( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنــّــا كنــّا نستنسخُ ماكنتم تعملون))
كل الناس يغدو في أهداف و آمال , و رغباتٍ و أماني , و لكن أين الجادّون ؟ أين الجادّون فرمضان آتٍ بعد أيام ؟؟ فكيف حالُ الناس ؟ بل كيف حالُ الأمـــه ؟ هل من وقفةٍ صادقةٍ للمحاسبه ؟ و هل من وقوفٍ جادّ للتأمّل ؟ و ماهي مراسمُ الإستقبال ؟
معاشر الصائمين و الصائمات : إن رمضان آتٍ بعد أيام و في الأمّة تــُعــَـساءُ يستقبلونه على أنه شهرُ جوعٍ نهاريّ و شبعٍ ليليّ .!! نومٌ في الفراش إلى ما بعد العصر , و سمَرٍ في الليلِ إلى الفجر , تراهم ذئابٌ في الليل جــِيــَفٌ في النهار ..!! جعلوا من رمضان موسمُ طلب و سهرٍ و دِعايات و قنوات ..! إنهم يقتون رمضان , و يفسدون حلاوته و طعمَه , حُرِموا و حرَموا أنفسهم و غيرهم من جمالِ رمضان و روعة الحياةِ فــيــه ,
عبادةٌ للنفس و الجسد بنزواتهِ و لذاته , و أسرٌ للروح و العقل ..!! مساكينٌ هؤلاء .. رمضان فيك من تمنــّع ... عن شرابٍ أو طعام ظـــنّ الصيام عن الغذاء ... هو الحقيقة في الصيام و هوى على الأعراض ينهشها ... و يقطعها كالحِمام يـاليته إذ صامَ صامْ ..... عن النمائمِ و الحرام واستاك إذ يستاكُ عن ...... كذبٍ وزورٍ و إجرام و عن القيام لو أنه فيما يحاوله إستقام .. رمـــضان نجوى مخلصٍ في المسلمين و للسلام تسمو بها الصلوات و الدعوات تضطرمُ إضطرام ....
أما رسول الله صلى الله عليه واله وسلم _بأبي هو و أمي_ فقد كان يبشر أصحابه بقدومِ رمضان , كما أخرجه أحمد و النسائي من حديث أبي هريره رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يبشر أصحابه : " قد جائكم شهر رمضان , شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنه , ويغلق فيه أبواب الجحيم , و تغل فيه الشياطين , فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر , من حُرِم خيرها فقد حُرِم " صححه الالباني كما في صحيح النسائي , و قال مُعلى بن الفضل عن السلف : " كانوا يدعون الله ستة أشهرٍ أن يبلغهم رمضان , ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم " ..!!!!!!!!!!!!!!! (ستة أشهر .!!) و قال يحيى بن أبي كثير : " كان من دعائهم (اللهم سلمني إلى رمضان , و سلم لي رمضان , و تسلمه مني متقــبـّلا) " و باع قومٌ من السلف جاريه , فلما قـرُب شهر رمضان رأت قوما آخرين يتأهبون له , و يستعدون بالأطعمة و غيرها , فسألتهم , فقالوا : نتهيّأ لصيام رمضان , فقالت : و انتم لا تصومون إلا رمضان ؟ لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان , ردّوني إليهم .............. هكذا كان استقبال السلف لرمضان , فرمضان له طعمٌ خاص و لذة عجيبة في نفوسهم رضوان الله تعالى عليهم , فهو يبعث في نفوسهم قوة الإيمان , و الشجاعه و العزة و الكرامة , و لهذا كانت أكثر غزوات و معارك و فتوحات المسلمين في رمضان , لماذا؟؟ نعم لماذا ؟!!
إقرأ الإجابه :
إنها حياة الروح حتى و ان كانت البطون خاويه , و الشفاه يابسه , فالحياة حياة الروح , حياة القلب , حياة الإنتصار على النفس و على الشهوات , فمن إنتصــر على نفســه إنتصــر على الأعــداء , إنها حياة الصّله و الثقــة بالله جلّ و علا , >>>وهنا يكمنُ جمالُ رمضان , وروعة هذا الشهر , بتلك الروحانيّة العجيبــه , التي توقظ المشاعر , و تؤثر في النفوس , فرمضان له في نفوس الصالحين الصادقين بهجه , و في قلوب المتعبدين المخلصين فرحــه , فهو شهر الطاعات , و لنا فيه جميلُ الذكريات , إنـــّه زادُ الرّوح , تتغلــّب الروح فيه على الــبــدنِ و الجسد , و حتى لا يطول الحديث فإلى الحديث حقيقة الروحانيــه , و فيه حقيقة الروح و زادها و علاقتها بالصيام ,
حقيقة الروح , فالروح و النفس واحد , غير ان الروح مذكر و النفس مؤنث عند العرب , و لمـّا سئل اليهود الرسول صلى الله عليه واله و سلم عن الروح نزل قوله تعالى : ( يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي )
وروى الازهري بسنده عن ابن عباس في قولة تعالى(ويسئلونك عن الروح...) قال"ان الروح قد نزل في القران بمنازل و لكن قولوا كما قال الله جل و علا (قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم الا قليلا)
قال ابن الاثير : و قد تكرر ذكر الروح في الحديث كما تكرر في القرآن ووردت فيه على معانٍ و الغالب منها أن المراد بالروح الذي يقوم به الجسد و تكون به الحياه و قد أطلق على القرآن و الوحي و الرحمة و على جبريل .. إلى آخر كلامه رحمه الله...
والروح سماويّة عــُــلويّه , و الجسد أرضيّ ســُـفليّ , و عند موت الإنسان كلّ يتــّجه إلى أصـلِه , فالروح إلى السماء و الجسد إلى الأرض , ومن الناس من هــِمــّـته في الثــّرى و منهم من هِمّته في الثريّا , فمنهم من يسعى لحياة الروح , و منهم من يسعى لحياة الجسد , و حياة الروح بإتصالها بالسماء , بالخوف و الخشيه و المراقبة و الإخلاص لله جل و علا , و الروح و الجسد لا غنى لأحدهما عن الآخر , إلا إذا أصبح الجسد لا همّ له الا شهوتــُه و هواه , و فيه قول الرسول صلى الله عليه و اله و سلم : " تعس عبد الدينار , تعس عبد الدرهم , تعس و انتكس و إذا شيك فلا انتقش "
و من الناس من نسي روحه و غفل عنها و عن حقوقها , فعبّدها لجسده و لشهواته , فأصبحت حياته هموم و غموم و أكدارا و أحزانا , ليس له هم الا أن يرضي هواه , مساكين أهل الدنيا خرجوا منها و ماذاقوا أطيب مافيها , و اطيب مافيها حلاوة الايمان و لذة الطاعه , فالإنسان جسد و روح , وشهوةٌ و عقل , و الجسد تتبعُ له الشهوه , و الروح يتبع لها العقل , و الصراع دائم بين الفريقين , الجسد و الشهوة معــًــا , و الروح و العقل مـعــًــا , و متى شبع البطن تحركت الشهوه , و إذا خلا البطن هدأ الجسد , و انطلقت الروح تنمو و تنشط ,
في الصيام حلاوةٌ لا يدركها الا من صام لأجل الله بصدق و لايعرفها الا الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم , و هذه هي الروحانيّة العجــيبــه التي نحياها في رمضان , روحانية صائم بذرها بالجوع و سقاها بالدموع و قوّاها بالركوع , لـتنبت الخشوع و الخضوع ,
روحانية صائم فيها السعادة و اللذة , و الأفراح و الأشواق مالا يبثه لسان , و لا يصفه بيان
روحانية صائم فيها الأرواح تهتز و ترتاح , و تطير بغير جناح , فهي في أفراح و أفراح ,
روحانيّة صائم فيها من الحنين بجنات النعيم ما تورمت له أقدام المتهجدين , و بُذِل له الثمين , و سُمِع الأنين
روحانية صائم لا يعرفها العاشقون , و لا المتصوّفةُ الوافدون , بل هي و الله حكرٌ على المحبين الصادقين , و المخلصين العارفين . روحانية صائم تخلصت من أسر الهوى و الشهوه , و حيل النفس و الشيطان , بإخــتـــصــار
روحــانيّة صائم عاش في جــنة الدنــيـــا , و في الدنيا جـــنــة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخره . و لكن كم بين خليّ و شجيّ , وواجدٍ و فاقد , و كاتمٍ و مبْدٍ
معاشر الصائمين و الصائمات : هــذه أفـراح الروح عند إنتصارها و فكـّ أسرها من شهوات الـجسـد , و لذالك قال ابن القيّم رحمه الله : فللروح المطلقـه من أسر البدن و علائقه , وعوائقه من التصرف و القوّة والنفاد و الهمّه , و سرعة الصعود إلى الله و التعلق بالله ماليس في الروح المهينة المحبوسة في علائق البدن و عوائقه .... إنتهى كلامه رحمه الله ..
أطلق الأرواح من أصفادها ,, في بهيجٍ من رياضِ الأتقياء غادياتٍ رائحاتٍ كالسناء ,, سابحاتٍ بين آفاق الضياء إنها يا شهرُ ضمئآ فاسقها ,, مشتهاها من ينابيع الصفاء شهوة الأجساد قد ألقت بها ,, في قفار ليس فيها من رواء ماغذاء الجسم في ألوانهِ ,, فيه للأرواح شيءٌ من حِباء إنما الأرواح تحيا بالذي ,, في صيام الجسم تزجيه السماء يا ربيع الروح أقبل وأعطها ,, صولجان الحكم في دنيا الشقاء كي يعيش الناس من آلائها ,, في رفاءٍ وازدهار وارتقاء هل درى أهل الحِجا أن الذي ,, شيطن الإنسان في الأرض اشتهاء زورق الشيطان في وجدانه ,, طــُعمةٌ فيها من الإفراط داء مارتقت الا بالزهد أنفسٌ ,, في طعام عنه عاشت في غناء واطمئنت في حياة الروح لا ,, تبتغي الا لقيماتٍ و ماء إنما سلطانها من دونه ,, كل سلطان به الإنسان باء حسبُهُ أن أخضع النفس التي ,, تسترقّ الناس حتى الأقوياء أي سلطان يكف النفس عن ,, موبقاتٍ غير قيدٍ كالوِجاء إنه الصوم الذي أوحى به ,, رحمةً بالناس ربّ الحُكمـَاء فيه ترويضٌ لطبعٍ جامحٍ ,, فيه روْحٌ فيه للمرضى شفاء فيه للإحساسِ إرهافٌ فلا ,, يأخذ الدنيا بعين الأغبياء
أيها الاحبه هذه الروحانية لا نعرف كنهها و لا نستطيع و صفها حتى من ذاق طعمها و عرف حلاوتها من اولئك الافذاذ الذين تسعى بهم أعمالهم سوقا ,,,,,,,, إلى جناتٍ سوْق الخيل بالركبانِ صبروا قليلا فاستراحوا دائما ,,,,,,, يــــاعِزّة الــتـــوفيقِ للإنـــسانِ رُفعت لهم أعلام السعادة و الهدى ,,,,,,,,,, يا ذلة الحيرانِ
حتى هؤلاء الذين ذاقوا طعمها و عرفوا حلاوتها ماستطاعوا وصفها و لا التعبير عن وجدها الا بألفاظ عامة لم تفصح عن حقيقة الشعور , و اقرأ لبعضهم يقول :
"إنه يمرّ في القلب لحظات أقول إن كان اهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي نعيم ". إنه شعور عام لا يستطيع وصفه بأكثر من هذا , فإن لم ترها العين فقد أبصرها القلب ,
واسمع للآخر يقول : "انا جنتي و بستاني في صدري , فماذا يفعل أعدائي بي , سجني خلوه , و نفيي سياحه , وقتلي في سبيل الله شهاده ".
و هذا ثالث لم يجد ما يعبر به عن السعاده واللذة التي يجدها الا بقوله : "ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخره" .
إنها حلاوة الايمان و طعم الصلة بالله , إنها أفراح الروح لا تنقل بالكلمات , إنما تسري في القلب فيستروحها و يبش لها و يندى بها , __________________ | |
|